باسمه تعالى
هذه جلسة من جلسات حوار ( أنا وأبنتي )
الجلسة الحادية عشرة :
قلت لها:تعالي يا ٍإبنتي,إجلسي .
جلست وقالت:ها أنا ذا يا أبي تحت الأمر
قلت:الأمر لله ورسوله…ألا تودين متابعة حديثنا؟
قالت:بل أنا في شوق لذلك.
قلت:حسنا"أين توقفنا؟
قالت:عند واجبات المرأة إتجاه زوجها.
قلت:إسمعي يا إبنتي واعلمي أن الرجل إذا تزوج إمرأة فهذا يعني إنه يريدها لنفسه بالدرجة الأولى.
قالت:ماذا تقصد؟
قلت:غالبا" الرجل لا يرضى أن يكون شيء أهم منه في نظر زوجته.
قالت:وحتى الأولاد.
قلت:نعم,حتى الأولاد,ولا تعجبي من ذلك بل أجيبيني:
إذا أحبت المرأة رجلا"فهل تحبه لنفسه أم لأجل الأولاد؟
قال:بالطبع لنفسه لأنه ببساطة لا يوجد في ذلك الوقت أولاد.
قلت:وهكذا بالنسبة لباقي الأشياء.
قالت:يا أبي كيف تكون المرأة زوجة صالحة؟
قلت:يا إبنتي إن أعظم تعبير عن ذلك هو ما يقول به الإسلام.
قالت:وماذا يقول الإسلام؟
قلت:يقول
(الزوجة الصالحة هي المرأة التي إذا نظر إليها زوجها سرته.))
قالت:كلام جميل جدا"ولكن كيف تكفي النظرة لإدخال السرور إلى قلب الزوج.
قلت:عندما تصبح الزوجة مصدراً دائماً للحب والإطمئنان.
قالت:هل أفصحت أكثر؟
قلت : عندما تصبح الزوجة قادرة على جعل زوجها كلما غاب عنها إشتاق إليها.
قالت:وهل لذلك أساليب محددة ومعروفة؟
قلت:ياإبنتي إن المرأة العاقلة هي أقدر مخلوق على جعل بيت الزوجية شعلة حب دائمة.
قالت:رجاء هل أعطيتني أمثلة لذلك؟
قلت:إسمعي يا إبنتي إن أهم قاعدة لتعامل الزوجة مع زوجها هي الحفاظ على الأدب والإحترام في جميع الأحوال مثلا":إذا خاطبته كانت ألفاظ المحبة والإحترام في مقدمة كلامها.
قالت:وبعد؟
قلت:أن تبقى الإبتسامة على وجهها.
قالت:وماذا ايضا"؟
قلت:إذا طلبت منه شيئا" قالت له لو سمحت-من فضلك….
قالت:وغير ذلك؟
قلت:إن أشارت عليه برأي إستعملت ألفاظا"خاصة مثال:ما رأيك لو فعلت كذا؟…ألا تستطيع فعل كذا؟…بدل أن تقول له إفعل كذا وكذا….
قالت:زدني رجاء"
قلت:أن لا تكثر من الكلام إذا وجدته لا يميل إلى ذلك,ولا تلح عليه بالسؤال عن أمور لا يريد التفصيل بها.
قالت:هل من مزيد؟
قلت:إذا أراد الخروج من البيت رافقته إلى الباب وهي تدعو له.
قالت:وعندما يعود؟
قلت:إستقبلته بالترحيب وكما قلنا الإبتسامة لا تفارق وجهها,وإياها أن تستقبله بالشكوى والتذمر.
قالت:ولكن يا أبي الزوجة تكون أيضا"منهكة من أعمال البيت وتحتاج إلى من تشكو له.
قلت:هذا صحيح ولكن على المرأة أن تلتفت إلى أنها كانت تعمل في بيتها فلو أحست بتعب أو ملل كان بإمكانها أن ترتاح حتى تستعيد نشاطها,أما هو فإنه يتعامل مع غرباء يضطر دوما"إلى ملاطفتهم حتى مع سوء ما يصدر عنهم ولديه رؤساء يلاحقونه بأوامرهم وسخطهم وعمال لا يقومون بواجباتهم على وجه صحيح فهو أحوج ما يكون إلى صدر يعطيه الحنان وينسيه أهوال العمل خارج البيت.
قالت:أيطلب منها شيء آخر؟.
قلت:نعم أن تكون دوما" على أجمل هيئة وأفضلها.
قالت:تقصد مثلا"أن ترتدي الثياب التي تروق لعينيه؟
قلت:نعم ,وبإختصار أن تبدو في كل يوم وكأنها في أول أيام زفافها.
قالت:إلى هذا الحد؟
قلت:نعم.
قالت:وماذا بعد؟
قلت:أن تعامل والديه بإحسان.
قالت:وأصدقاءه؟
قلت:لا تتدخل في إختياره لأصدقائه ولا تتذمر من زياراتهم ولا من خروجه معهم.
قالت:أهذا كل شيء؟
قلت:لا بل بقي الكثير.
قالت:ماذا بقي؟
قلت:مثلا"أن تعتبر كل ما يحصل بينهما من الأسرار المقدسة التي لا يجوز البوح بها حتى إلى أقرب المقربين.
قالت:وكأنك يا أبي تريد الزوجة أن تكون ملاكا".
قلت:بل أقول إذا إلتزم كل من الزوج والزوجة بما يرشدهما إليه الإسلام كانا أرفع شأنا" من الملائكة,يا إبنتي لا تعجبي من كلامي فمن أراد السعادة عليه أن يسعى سعيها،ومن طلب شيئا"عليه أن يدفع ثمنه.
قالت:يا أبي وهل على المرأة وحدها أن تدفع ثمن السعادة,مثلا" هل هذه الأمور التي حدثتني بها تطلب من الزوجة فقط؟
قلت:بالطبع لا بل كل ما يطلب من الزوجة يطلب مثله أو مقابله من الزوج.
قالت:يعني أن يعاملها بإحترام ويخاطبها بألطف الكلام أليس كذلك؟
قلت:دون شك يا إبنتي فمعاملة الرجل الحسنة لزوجته فيها رضى الله وفي إيذائها غضب الله, هل أعجبك هذا؟
قالت:بالتأكيد.
قلت:وهل تريدين المزيد؟
قالت: لما لا؟
قلت:عليه أن يدخل السرور إلى قلبها كلما نظرت إليه, ويجعلها تشتاق إليه, كلما غاب عنها.وفقك الله يا إبنتي لإلتزام أحكامه وجعلك من خيرة عباده وإلى
غدٍ بعونه تعالى.
__________________